الاثنين، ٢٤ سبتمبر ٢٠٠٧

30) ومن آدابهم رضى الله عنهم : التقلل من النعيم الدنيوى قدر المستطاع

ومن آدابهم رضى الله عنهم : التقلل من النعيم الدنيوى قدر المستطاع عملا بقوله تعالى {ولتسألن يومئذ عن النعيم} ، وهذا كان شأن السلف جميعا رضى الله عنهم ، يتقللون من نعيم الدنيا خشية كثرة السؤال يوم القيامة ، وقد تواتر إلينا عن مولانا الشيخ نجم الدين الكردى قدس الله سره من هذا المعنى الكثير ، ومن ذلك بكاؤه عند دخول الكهرباء والإنارة الحديثة إلى بيوت ، وتذكره حال الناس قبلها ، فكان يبكى لذلك ويقول : هذا من النعيم الذى سنسأل عنه ، وهذا كان حاله أبدا مع غير ذلك من المخترعات الحديثة . ومن ذلك أيضا : عدم توسع سيدنا الشيخ ضياء الدين الكردى قدس الله سره ، وسيدنا الشيخ سيف الدين محمد الكردى نفعنا الله به فى شراء السيارات الفارهة رغم كثرة الأسفار اليومية إلى أقاليم القطر المصرى ، والحاجة الماسة لسيارة فارهة تخفف من صعوبة السفر شبه اليومى ، ومع ذلك يقتصرون على الحد الأدنى ، ومن ذاق مشقة السفر شبه اليومى مع كثرة الأعباء والأحمال التى تستغرق الأوقات والأعمار بلا راحة لا حلا ولا ترحالا علم يقينا أن تركهم للرفاهة فى ذلك هو عين الزهد ، فإن الزهد الحقيقى لا يكون عن فقد ، بل عن قدرة ووجد ، أما الفاقد فليس على حقيقة بزاهد ، بل مدع للزهد فقد يصدق وقد يكذب ، ولا يظهر ذلك إلا بالامتحان والابتلاء . وقد عد النبى صلى الله عليه وسلم من سعادة ابن آدم : المرأة الصالحة ، والمسكن الصالح ، والمركب الصالح ، وفى رواية المركب الهنيئ ، وروى أنه صلى الله عليه وسلم لما سئل : أمن الكبر أن يكون لأحدنا النجيبة الفارهة ؟ قال صلى الله عليه وسلم : لا . ولا شك أن النعيم والزهد ومقدارهما يختلف باختلاف العادات والأزمان والأماكن والمستوى المعيشى ، والمكانة الاجتماعية ، فربما عد الاقتصار على فعل شىء زهدا فى حق شخص ، ويعد نعيما وتوسعا فى الدنيا فى حق آخر ، وهذا من المسائل المهمة ، فليس هناك ميزان واحد فى حق الجميع .

ليست هناك تعليقات: