الأربعاء، ٢٤ أكتوبر ٢٠٠٧

33) ومن آدابهم رضى الله عنهم : التزامهم بأصول أهل السنة تماما

ومن آدابهم رضى الله عنهم : التزامهم بأصول أهل السنة تماما ، وعدم خروجهم عن ذلك فى كبير أمر ولا صغيره ، فيبنون سلوكهم على قواعد أهل السنة والجماعة ، ولا يحبون الشطح أبدا ، وكان لسيدنا الشيخ شيخ الإسلام ضياء الدين الكردى موقف حازم من الشطح وغلبة الأحوال ، لا يحبها وينهى عنها نهيا تاما ، ومن غلب عليه حال أسرع بإخراجه منه ، ولا يعجبه ذلك من نحو السكر والاصطلام والغيبة ونحو ذلك من أحوال السلوك ، ويبقى مريديه دائما فى حال اليقظة . وأيضا يبنون معتقدهم على تقديم الشيخين أبى بكر وعمر مطلقا ، وتنزيه أمنا السيدة عائشة عما يتفوه به الرافضة لعنهم الله ، ثم يجمعون إلى هذا محبة آل البيت والتعلق التام بهم ، ومحبة زيارتهم ، والتوسل بهم ، لكن بلا رفض ولا تزيُّد ، بل على مذهب الحق كما يراه أهل السنة والجماعة ، ولهذا فإن السلسلة المختارة لطريق النقشبندية عندهم تبدأ بسيدنا أبى بكر الصديق رضى الله عنه . وفى هذا أبلغ دفع لمن يتوهم علاقة الصوفية بالتشيع ، فشتان بين محبة آل البيت على طريقة أهل مصر السنيين ومن وافقهم من أهل الأقطار الأخرى ، وبين التشيع . ولهذا وقف مشايخنا ضد الكثير من المحاولات التى تسعى لفتح أبواب مصر لما يعرف بالمد الشيعى . فى نفس الوقت الذى وقفوا فيه ضد محاولات منكرى السنة لإنكار بعض ما ورد فيها كنزول عيسى عليه السلام والمهدى فى آخر الزمان .

الثلاثاء، ٢ أكتوبر ٢٠٠٧

32) ومن آدابهم رضى الله عنهم : الملاطفة فى التربية

ومن آدابهم رضى الله عنهم : الملاطفة فى التربية ، ومسارقة طباع المريد عند تربيته بحيث لا يشعر المريد بذلك ، ويصير يتأدب ويتعدل سلوكه شيئا فشيئا دون أن يدرى بذلك ، وهذه الطريقة من أعظم طرق التربية وألطفها ، وأكثر نفعا ، فإن كثيرا من الناس يأبون على التربية المباشرة ، ويصير يقول : أنا مؤدَّب ، قد ربانى والدى ، وما أنا بحاجة إلى تربية ، ونحو ذلك من الدعاوى ، أو يحجبه علمه إن كان قد أوتى شيئا من العلم فيصير علمه حجاب له عن التربية المباشرة ويصير يقول : علمى يكفينى وليس بعد العلم من تربية ، ويظن أن العلم هو التربية والأدب وليس كذلك ، ومثل هؤلاء لا يصلح معه إلا مسارقة الطباع السيئة ، ومساوئ الأخلاق التى فيه ، ولهذا ترى الإنسان أول ما يأتى إلى مشايخنا ويصحبهم ، وهو كالبدوى الجافى الغليظ الطباع ، وربما تجد وجهه مظلما من الغفلة ، ثم إذا رأيته بعد عام أو عامين أو أكثر بحسب همته وتعلقه بمشايخنا قد لانت طباعه ، وحسنت أخلاقه ، وتنور وجهه ، فاللهم انفعنا بصحبتهم . ومن لطيف ذلك أن المرء نفسه لا يشعر بذلك من خفاء تربية مشايخنا له وشدة ملاطفتهم له فى التربية ، فرضى الله عنه وأرضاهم ما أتم تربيتهم وأنفعها .